أ أنا المجنون وأنتم العاقلون ؟؟؟

يحدث دائما أن أسير وحدي بصحبة نفسي
في الليالي الظلماء على الطرق الرملية
أتمنى أن يكون أحدهم بصحبتي
أنظر للأفق بحرقة... أسرح قليلا
وأذهب في عالمي الأسود المظلم
لا أرى على أرضه سوى أفراخ ثعبان
ولا أرى في سمائه سوى أسراب غربان
أحادث نفسي...
ألا تريد أن يكون أحد ما رفيقك ؟؟
أن يكون توأم روحك ؟؟
يشاركك اهتماماتك وأفكارك ؟؟
وعندما تبوح بشيء يكون خازن أسرارك ؟؟
لكن من أين سأحظى برفيق مثلي ؟؟
فكل من حولي يعتقدون أني مجنون
ولماذا لا أُجَن ؟؟!!
أيوجد في حياتنا ما يدعو للعقلانية ؟؟!!

آآآه ... اللعنة .. اصطدمت بعمود إنارة
صدمة أعادتني إلى الواقع
الواقع المر الذي أُجبر على معايشته
وعندما أعود إلى واقعي....
أفتش بنهم عن رفيق لا يعتقد أني مجنون
أسير واضعا يداي في جيوبي في الطرقات
الوجوه متشابهة في وسطها وعلى الجنبات
يتبادلون الأحاديث ، ترى أي أحاديث ؟؟!!
أحاديث تافهة كلها هباء
فذلك يعشق نانسي وذلك متيم بهيفاء
أتابع طريقي في استياء
أجد أناسا يتسامرون.. أسترق السمع
يتحدثون عن الأهلي والزمالك
كأنهم يتحدثون عن سقوط الممالك
لا أهتم كثيرا .. وأتابع طريقي
أدخل طريقا بالأنوار مضاء
تزين جدرانه صور الشهداء
هدوء تام... وفجأة
أسمع صوت طلقات
وأرى ناسا يركضون .. أسأل ماذا يحدث
فيقولون اشتباكات
أظنها بيننا وبين المحتلين
لكنها بين الفرقاء
فهم كما يقال .. الأخوة الأعداء
لقد سمعت أن للإنقسام انتهاء
ولكنها ثرثرة متكررة من ساسة بلهاء
وما حديثهم سوى محض استهزاء

فهل أنا المجنون وأنتم العاقلون ؟؟!!
أحاول مرة أخرى الذهاب في عالمي الأسود
لكنه يرفضني ويأمرني بالبقاء في واقعي
واقع مرير لم آخذ منه سوى التعب والإعياء
أدرك جيدا الآن أنني لن أجد رفيق

ألستم أنتم المجانين؟؟؟
بالله عليكم ألستم أنتم المجانين ؟؟؟؟؟

هذه هى حقيقة الزمن المرير لالا

مشكور على مجهودك